القائمة الرئيسية

الصفحات

 


خطيب شقيقتي

تعرفت عليه على الفيس بوك، كان يرسل لي الرسائل دوما وكنت اتجاهلها، ولكني كنت أسعد بها كثيرا، كان يغازلني دون أن يعرف كيف أبدو، كنت أعلم بأنه كاذب كبير، وبالرغم من ذلك كنت استمتع بكلماته المغازلة المنافقة، وفي يوم من الايام افتقدت رسائله، كنت اتلهف لفتح صندوق الرسائل كي ارى رسالته واقرأ كلماته التي تبث في نفسي الثقة والحياة، ولكنه تأخر كثيرا ومضى أسبوعان دون أن ارى منه شيئا، كان الأمر صعبا علي جدا، كنت أفكر، هل تعرف على أخرى، هل ضجر مني لأني لا اجيبه، هل الفتاة الجديدة كانت أفضل مني وتجيب على رسائله، وانا خسرته لأجل كبريائي الغبي، لم احتمل هذه الأفكار وسارعت بإرسال رسالة له على الخاص أساله عن حاله واخباره، بقيت رسالتي معلقة لديه يومان، وفي اليوم الثالث أتى الرد، أخبرني بأنه وجد زوجة صالحة وسوف يتقدم لخطبتها خلال يومين، واني تأخرت كثيرا في الرد عليه، وأنه رغب فعلا بالتعرف الي ورؤيتي، فهو أعجب بقصصي وحالتي التي أقوم بتنزيلها يوميا على الفيس بوك، أخبرني بأنه كان يشعر بأن هناك رابط خفي يجذبه لي، لذا كان يرسل لي دوما ويحاول الحديث الي، تأثرت بكلامه كثيرا واقنعت نفسي بأنه يكذب علي وأنه يحاول استمالتي لأتعلق به، لذا تجاهلت كل ما قاله، وهنئته بعروس أحلامه، وطلبت منه أن لا يراسلني مجددا، وودعته فعلا.

بعد يومان تقدم عريس لشقيقتي الكبيرة، وكان ذو اخلاق وقامت عائلتي بالسؤال عنه، ولم يكن هناك أي سبب للرفض، وخلال اسبوع واحد فقط أصبحت شقيقتي مخطوبة، كنت سعيدة جدا لاجلها، وقمنا بدعوة العريس وأهله للغذاء في بيتنا، قابلت عريس اختي لأول مرة، كان شابا في الخامسة والعشرين من عمره، كان وسيما جدا، وهو وحيد والديه، ويعمل محاسبا في مطعم يملكه والده، كان عريس لقطة مثل ما بيقولو، كان خفيف الدم لطيف المعشر، ووالدته امرأة طيبة جدا، وفي داخلي حسدت شقيقتي على حظها الذهبي، ولكني لم أشغل نفسي كثيرا بالأمر، قبل نومي وكعادتي ذهبت لأتفقد صفحة (المغوار) وهذا اللقب الذي يطلقه على نفسه في الفيس بوك، أردت أن أرى ما جديده، وماذا يفعل وهل خطب الفتاة التى أخبرني عنها سابقا، وبالفعل كان قد غير معلوماته الشخصية من أعزب إلى مرتبط، وأيضا وضع حساب خطيبته الجديدة وشاركها منشورا على صفحته الشخصية، هنا كانت صدمتي، لم يخطر ببالي أبدا أن يكون المغوار هو نفسه خطيب أختي الجديد، شعرت بصدمة كبيرة وظلم اكبر، لا ادري حتى الآن كيف أتخطاه، كنت قد قررت تجاهل الأمر والتصرف كأننا لم اعرفه يوما، ولكن الأمر كان صعبا جدا بوجوده دائما في بيتنا، وحينما تريد شقيقتي الخروج معه، كان أبي يفرض علي دائما الذهاب معهم كي أراقبهم واكون عزولا عند اي فكرة خاطئة تراودهم، في مرة ذهبت شقيقتي إلى الحمام وبقيت جالسة معه في انتظارها، وفاجأني بما قاله:

- كنت ادهش من سبب تصرفاتك الغريبة معي وتجاهلك لي، لم يخطر ببالي أبدا السبب الذي تكرهيني من أجله، كلما حاولت التقرب منك أو التحدث اليك تصديني وبقسوة، حتى خلت اني ارتكبت ذنبا لا يغتفر،...من كان يظن بأنني سألتقيكي بهذه الطريقة...كيف يمكن للصدف أن تجمعنا بهذه القسوة.

لم استوعب الامر، أنه يعرف بأنني نفس الفتاة التي كان يراسلها، تمنيت لو تنشق الأرض وتبتلعني، بالتأكيد سيعرف بأنني نفس الفتاة، بالرغم من أنني أغلقت حسابي الفيس بوك وقمت بصنع واحد جديد، واستبدلته بالقديم، الا أنه قام بتصفح حساب اختي ورأى اعجاباتي القديمة وتعليقي على منشوراتها، كنت اتمنى لو بقي الأمر سرا ولكن للاسف اكتشفت الحقيقة.

مشكلتي الآن بأن خطيب أختي عاد لمراسلتي وحينما انهره واصده، يهددني بفسخ خطوبته من شقيقتي، يخبرني بأنه متيم بي ولا يريد فتاة غيري زوجة له، أخبرني بأن شقيقتي ليست الفتاة التي يحلم بها وأنني فتاة احلامه، ذلك الغبي لا أعلم كيف أتصرف معه، انا من المستحيل أن أتزوجه أن ترك شقيقتي فعائلتي لن تقبل بالتأكيد وانا لا اريد خسارة اختي لاجله، وأيضا مستحيل أن احادثه من خلف ظهرها واخون ثقتها وثقة عائلتي بي، والأمر الاصعب علي فعلا، أنني أحبه حقا، وأتمنى لو كان بامكاني الزواج منه بالرغم من أن هذا مستحيل...لا أعلم ماذا افعل؟!

تعليقات

التنقل السريع