لا أشعر بأني حية أبدا، حقا ... حينما انظر الى فقداني إلى الأشياء الأساسية لاستمراري بالحياة أشعر بوخزة حادة في صدري ونارا حامية تحرق قلبي، كدوامة قاسية مميته تجتاحني فتغرقني في أعماق الحياة الخانقة، أجهد نفسي في التجاوز والتغاضي والتجاهل، كي أخرج من هذه الدوامة بأقل ضرر، أخرج بجسدي الهالك النازف المليء بالندوب، وأرفع رأسي بفخر وحبور، لقد نجحت، تجاوزت العقبات وانتصرت، لتغافلني موجة عاتية حادة من موجات الحياة، لتضربني فتطرحني إلى عمق بحرها الهادر ساخرة من انتصاري العابر وتختبأ في انتظار محاولتي الأخرى للنجاة، كي تلاعبني كما تلاعب القطة صيدها الثمين، توهمني بأنني على وشك النجاة وأنني في مأمن من مخالبها و أنيابها وبلحظات تظهر من العدم فتنقض عليّ لتعيدني للعمق المعتم القاسي بقوة أكبر وبخبث أشد تدفعني إلى القاع... لنقطة الصفر وكأني لم أتقدم خطوة واحدة...لتنهال علي الأفكار اللامنطقية والمجنونة والغبية، وتتركني متسائلة في حيرة من أمري...هل حقا تستحق الحياة كل هذه المعافرة وكل هذا العذاب، هل حقا اذا نجوت الآن فسأنجو في كل حين وآن هل سأعيش حياة مستورة بسيطة دون مخاطر أو أحزان...لا أدري هل أكذب على نفسي أم يسخر مني حظي العاثر ....وأكثر ما يحيرني الآن هو فضولي حول هذه الحياة التي ليست بحياة....هل خلقنا كي نحياكي أم تحيينا، فنحن نركض خلفك أكثر كلما نبذتينا...من منا بحاجة الآخر أكثر...من فينا خلق لأجل من؟!....لما أعافر لأنجو وأنا اعلم بأن العذاب حليفي الأزلي...هل أنجو الآن لأعاني أكثر فيما بعد؟!....لما أطيل عذابي وماذا أنتظر وماذا سوف يتغير.

تعليقات
إرسال تعليق
يسرنا سماع رأيكم