القائمة الرئيسية

الصفحات

 


نبذة صغيرة 

استند إلياس بظهره الي مقعده المريح وراح يتأملها وكأنه يتأمل لوحة فنية من أعمال بيكاسو? أنها جميلة فعلا لا يعلم كيف ولا يستطيع وصفها ببضع كلمات الا ان النظر اليها أكثر من كافٕ ليؤجج مشاعره ،تنهدت وهي تضع المنديل الخاص بالطعام جانبا و هتفت كقطة راضية بعد وجبة طعام دسمة

- الحمد لله ،شكرا لك فقد كانت وجبة شهية ،أشعر بالامتلاء لأول مرة منذ فترة طويلة 

- سعيد لرؤيتك راضية وسعيدة 

شردت قليلا بفكرها ،هل من الامن لها أن تسايره في هذه الهدنة ام انه أبرمها لغاية أخرى في نفسه? ،ستحاول اكتشاف ذلك عنه وايضا ستفهمه بطريقتها انها ليست فريسة سهلة

- بما اننا لدينا هدنة ليس معروفاً متى تنتهي فقد قررت أن استفيد منها حتى النهاية 

مال اليها بجلسته وعقد بين حاجبيه هامسا

- وهل يجب عليها أن تنتهي ? 

التصقت في مقعدها متحاشية قربه الشديد منها وبعبوس وتوتر استهجنت 

- ما رأيك أن ننهيها الآن ونعود الي معركتنا فهي أكثر أماناً 

ضحك وهي يعود متقهقرا للخلف كي تعود الي وضعها الهادىء المرح 

- انت حقا جيدة في ما تفعلين،اذن تريدين أن تقتصر هدنتنا على تبادل الحديث فقط.

همست بارتياح لابتعاده عنها

- يعجبني ذكائك ،احب ان تكون الأمور بيننا واضحة ،انت أجبرتني على زواج لا أريده وبالتالي انا لن انسى لك هذا ابدا، وانت عليك أن تتحمل نتيجة أفعالك

ضاقت عيناه متأملا تعبيراتها 

- الست بزواجي منك اثبت لكِ حسن نيتي وكم انا مسؤول عن تكفير ذنوبي

- ولكن هناك بعض الذنوب التي لا تغتفر?وما حدث بيننا يندرج تحت هذا النوع من الذنوب 

عض على شفتيه وهو يزيح نظره عنها

- واضح انك لن تسمحين لي بنسيان هذا ابدا ?

- لن انسى ولن ادعك تنسى ولكن ?سأتناساه في الوقت الحالي لأجل الهدنة?

احنى رأسه ساخراً بتحية ملكية

- هذا كرماً منك مولاتي?

تنهدت ضجرة فقد أخذت الهدنة منحى آخر قبل أن تصل لهدفها تماماً والان من الواضح أن مزاجه قد تعكر ?

- كم تبقى لنا من الوقت لنهبط ?

هزئ من محاولتها تغيير الموضوع لتلطيف الجو بينهم 

- هل تشتاقين للانفراد بي?

نظرت إليه باستنكار ?وأجابت بصرامة

- هل سنتبادل الحديث بشكل ودي ام علي أن أغلق عيناي واتظاهر بعدم وجودك حتى موعد هبوطنا?

رفع حاجبيه بإدراك ?،أجل تلك المخادعة الصغيرة لديها شيء تريد أن تعرفه ،حسنا لا بأس سيرى ما يشغل فكرها من ناحيته

- لا بأس بحديث ودي لطيف ،تعجبني هذه الفكرة

اخذت وضعية الاستعداد في جلستها وهتفت بحماس

- رائع ? اذن أخبرني عنك ،انا لا اعرف عنك شيئا سوى انك رجل اعمال فقط ،أخبرني عن نفسك وعائلتك و،ديانتك، كل شيء ?

هز رأسه متفهماً، ليس ما توقع ولكن ما زالت تبدو مترقبة ومتلهفة لشيء ما وسيكتشفه قريبا?

- حسنا،اساليني اي شيء تريدين معرفته وانا ساجيبك بكل وضوح وصراحة 

- امممم حسنا ،.كيف علاقتك بعائلتك ؟!

- جيدة ،لقد تطلق والداي منذ أن كنت صغيرا وكانا على وفاق تام فقد كان والدي يزورني بشكل مستمر ويخصص لي الكثير من الوقت ،لذا بإمكانك القول باني لم اعاني من الحرمان العاطفي 

هزت راسها نافية

- لم ولن اقول غير ذلك⁦☺️⁩اذن والدك تزوج وانجب لك شقيق ،ماذا عن امك ؟!هل لديك أشقاء من طرف الأم

- لا ،ليس لدي لأن والدتي لم تتزوج بعد طلاقها من ابي

اتسعت عينا سما بدهشة 

- انت تمزح ? 

نظر إليها مستنكرا دهشتها

- لماذا? هل كان يجب عليها الزواج ام ماذا?

استدركت سما بسرعة 

- اسفة ،حقا لم اقصد الإساءة ،فقد اعتقدت بأنها تطلقت للزواج بآخر 

نظرت إلي وجهه الغاضب وكأنها زادت الطين بله ?

- آي ،لا تنظر هكذا ،كل ما في الامر اني كنت اهوى المسلسلات والروايات الأجنبية ،فقد استنتجت بأن سبب الطلاق رجل آخر،لا داعي لنظراتك تلك ?

- واااه ،انتي تدهشيني حقا? لعلمك والدتي تحب ابي كثيرا بل تعشقه لهذا لم تتزوج ابدا بعد طلاقهما

- حقاً ? اذن ما سبب طلاقهما? اسفة لا تجب أن ازعجك سؤالي?

كان يبدو عليه وكأنه سينقض عليها ليخنقها بين يديه ،اغمض عينيه لوهلة صغيرة ومن ثم تنهد قائلا

- لا ،بكل تأكيد سأجيبك لأزيل كل الأفكار السيئة برأسك نحو عائلتي?

ابي أرغم على العودة إلي بلاده لانه وحيد جدي ولا يوجد من يدير أملاكه من بعده وحينما عاد ابي برفقة امي لم يتقبلها احد وهي لم تستطع التأقلم مع الحياة الجديدة التي فرضت عليها لذا قررت العودة إلي بلادها وابي قد يئس من محاولة إقناعها بالبقاء وحينما بقي ابي وحيدا جدي أصر عليه أن يتزوج لانه يرغب بالمزيد من الاحفاد وامي لم تقبل أن تشاركها امرأة أخرى بزوجها لذا طلبت من ابي الطلاق واخذتني الي جانبها وابي وافق على ذلك لانه ما زال يحبها ،اذن فقد تطلقا وهم على وفاق ،هل اتضحت الصورة لكي الآن ?

- وااااه،تبدو كالمسلسلات المكسيكية التي كنت أشاهدها?

قطب حاجبيه ?هل تسخر منه الآن،ولكن لا يبدو عليها ذلك ،يبدو أنه سيكتشف فتاة أخرى غير التي تزوجها

- هل أمضيت حياتك كلها في قراءة الروايات الرومانسية والمسلسلات المكسيكية 

هزت رأسها موافقة بحماس 

- انت لا تعلم كم انا متيمة بهذا النوع من المسلسلات ،.الحب المستحيل والعلاقات المختلطة والصراع على الثروة ،تلك الأشياء ليست موجودة في مجتمعنا لذا كنت اهوى مشاهدتها في التلفاز أو قراءتها بالكتب

كان يستمع إليها باستمتاع فقد كانت تبدو كطفلة لا يستطيع التصديق انها انهت دراستها الجامعية وكانت على وشك الحصول على وظيفة

- حسنا لا بأس من مشاهدة أو قراءة مثل هذه الأشياء ولكن ،عليكي الا تخلطي بين الحقيقة والواقع ،لا تحكمي على حياة البشر الحقيقية من منظور الروايات والمسلسلات ،هذا ظلما مبتذل

أجابت بلا مبالاة وهي تستند الي مقعدها براحة 

- امي اعتادت أن تقول لي بأنهم ناس لا دين لهم ويرتكبون الآثام والمحرمات وأننا يجب أن لا نتخذهم قدوة لنا وان لا نقلدهم ،احكم عليهم من هذا المنطلق?

بدا أنه غضب مجددا ولكن حاولت على قدر الامكان أن لا تعيره اهتماماً وتقوي قلبها أكثر وهذا بتجنب النظر إلي وجهه تماما?

- إناس لا دين لهم? آه لا استطيع التصديق حقا ،من قال بانه

ليس لهم دين ،وماذا أيضا تعلمتي؟؟

نظرت إليه بغضب،حقا بأي عين يحاسبها ، هو الملحد الذي تخلى عن دينه الحقيقي وتظاهر بالإسلام فقط ليفسد عليها حياتها ويخطف منها فرحة عمرها ،

- لما تغضب مني الآن ،ان كل ما تعلمته في صغري صحيح ،فالإنسان دون دين أو معتقدات وأخلاق لن يفرق كثيرا عن الحيوانات ? حياتهم مفككة لا يعرف الطفل من والده وآلام لا تعرف من هو والد طفلها ويضطرون لإجراء التحاليل كي يعرفون نسبهم واصولهم ،القوي ياكل الضعيف والغني يسرق الفقير والنفاق والكذب والغرور هو الذي يدفعكم للامام وتدوسون على جميع من يقف في طريقكم دون اعتبار هل هم ظالمين ام مظلومين

- توقفي،توقفي ،هذا يكفي ،سيأخذ مني وقتا وجهدا مستحيلا لتغيير افكارك الخاطئة في حقنا

هل جرحت مشاعره?اصلا هل لديه مشاعر ?ستكتشف ذلك الان ?

- أخبرني ما هو الإلحاد ? الا يعني أنك لا تتبع اي دين أو عقيدة لست مسيحيا أو يهوديا أو درزيا

قاطعها بشدة وغضب

- انا مسلم،.انا الان مثلي مثلك ،اتبع دينك وعقيدتك لذا توقفي عن الاستهانة بي?

قفزت في مكانها عند صراخه الغاضب ،على ما يبدو أنها ضغطت على الزر الاحمر ،ولكنها لن تستسلم عليها أن تعرف ما يدور داخله من هواجس وافكار،لذا تابعت دون رحمة،بالرغم من الخوف الذي بدأ يدب في أوصالها

- اه ارجوك ،لن تستطيع خداعي ،لست ساذجة كما تعتقد ،الا يكفيك انك خدعت الجميع بكذبتك هذه ولكنها لن تنطلي علي لذا ارح نفسك

لحظات لم تستوعب كيف حدثت طارت الطاولة الصغيرة من بينهم وتحطمت وهي اصبحت أسيرة بين ذراعيه القاسيتين وكان هو يحتجزها بين المقعد وجسده الصلب ،كيف اصبح بهذه السرعة ملتصقا بها حتى أنها حاولت أن تتذكر ما قالته لتعرف اين اخطئت الا أنها لم تستطع تذكر اي شيء لشدة رعبها،صوته أتى كفحيح الافعى وهو يهمس بغضب وانفاسه الملتهبة تلفح وجهها

- اذن ،انا بنظرك،حيوان ، مخادع ، كاذب،ماذا أيضا ،اه تذكرت ،مغتصب أيضا?اذن ما الذي يمنعني من الحصول عليك مجددا، مرارا وتكرارا ، في كل فرصة وفي كل حين?

كادت تغص مختنقة بريقها الذي ابتلعته بصعوبة من شدة خوفها،ماذا فعلت ،لقد أخرجت الشيطان الذي بداخله ،ولا تعرف كي ستنجو منه الآن،كانت نظراته تحوم فوق جسدها بشراهه وصدره يعلو ويهبط بسبب أنفاسه الحارقة المتسارعة ،ويديه تضغطان فوق ذراعيها لتثبتانها مكانها بقسوة والم شديد ،فتحت فمها مرتين محاولة التكلم لتوقفه الا أنها خافت أن يزيده حديثها قسوة ،فتعود لتغلق شفتيها بيأس وخوف ?

- ماذا ،اخبريني،اين اختفى لسانك السليط ،أو انك تريدين الشيء الذي أريده أيضا

راحت يديه تمر فوق وجهها وجسدها بجرأة ووقاحة وعينيه تتفحصانها وكانه يجردها من ملابسها ،ترقرقرت الدموع في عينيها وهمست خائفة مرتعبة

- آسفة،انا ، أرجوك،لن افعل ،اتركني ،لن اكرر ما قلت

صرخ بشدة وغضب وقسوة

- اخرسي،لا تقولي شيئا ،اللعنة عليكي ،لا تقولي شيئا لا ارغب بسماعه،انتي زوجتي ،لذا ما سأفعله لن يكون خطأ مثل المرة الأولى ،.لا يمكنك أن تتهميني باغتصابك مجددا ،فأنت ملكي الآن وقد دفعت فيكي ثمنا باهظاً،لذا من حقي أن أفعل بك ما اريد?


لقراءة الرواية بالكامل اضغط هنا

 


تعليقات

التنقل السريع